الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان
المجلس الشهري للجمعية البحرينيه لحقوق الإنسان
في يوم الطفل العالمي شاركت عضوة الجمعية البحرينية لحقوق الانسان رقية خميس العكراوي بورشة عمل
كلمة رئيس الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان بمناسبة تشكيل المجلس الإداري الجديد
رسالة إلى أعضاء الجمعية لحضور الجمعية العمومية الاعتيادية
محاضرة الصدمة في الحياة المعاصرة
محاضرة الصدمة في الحياة المعاصرة
دعوة عقد اجتماع الجمعية العمومية العادية
التحفظات على إتفاقية السيداو
دعوة لحضور مجلس الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان الشهري



بعد أن دخلت البحرين في ما يطلق عليه حالة السلامة الوطنية، ارتفع وتيرة حالات القتل والتعذيب إلى أقصى حالاتها، مما استدعي الضغط الدولي تشكيل لجنة تقصي الحقائق للحد من تلك الإنتهاكات، إلا إننا، وبعد افتضاح أمر كل تلك التجاوزات، وتقديم الوعود، نعيش الإنتهاكات ذاتها وبصورة أوسع شاملة جل مؤسسات الدولة  

النظام وجميع مؤسساته - خصوصا اﻷمنية والقضائية - يتفنون في كتابة التاريخ بحبر الدم على صفحات سوداء، تاريخ سيء جدا ﻻ يعرف اﻻ الانتهاكات الصارخة لحقوق اﻹنسان، في بلد يخوض حملات علاقات عامة بملايين الدوﻻرات لتلميع صورة نظام يضرب به المثل في انتهاك حقوق مواطنيه، حالة عباس جميل السميع مثالاً صارخاً لتلك الإنتهاكات؛

 

عباس جميل السميع، شاب عشريني معروف بهدوءه ودماثة خلقه، ناله ما ناله من بطش النظام بمؤسساته الفاسدة، فكان ضحية تناوبت على انتهاك حقوقه عدة مؤسسات رسمية، حتى التربوية منها كانت ضالعة في ظلمه، والمؤسسات الصحية صامتة وغير مهتمه بتأمين الرعاية الصحية له رغم حاجته الماسه لذلك.

 

قضبان السجون ليست جديدة على عباس، فسبق له ان كان احد نزﻻء السجن وأوكار التعذيب، فهو معتقل سابق في قضية ما يسمى بخلية الحجيرة، ثم اعتقل مجددا خل ال الحملة اﻷمنية في 2010 م و أفرج عنه في فبراير 2011 تزامنا مع ثورة الرابع عشر من فبراير.

 

إن لعباس قصة معاناة مع السجن والتشريد، فقد كان مطاردا على ذمة عدد من القضايا الملفقة على خلفية ثورة الرابع عشر من فبراير، فكانت قوات الشرطة تتردد على منزلهم بالسنابس بين الفنية واﻷخرى، واسمه معمم على كل المخافر ونقاط التفتيش، وتم اقحام اسمه في ما ادعت السلطات انه تنظيم اﻹئتلاف، وحكم عليه بخمس سنوات غيابيا، لتبدأ رحلة معاناة مع التشرد والتنقل بحذر. ورغم كل ذلك قهر عباس الظروف، واستطاع أن يكمل دراسته الجامعية، لكن وزارة التربية والتعليم لم تمنحه فرصه عمل كما هو حال الكثير من المواطنين ﻷسباب سياسية وطائفية.

 

بعد قضية تفجير الديه ومقتل ثلاثة من الشرطة، كان أحدهم إماراتي الجنسية يرتدي لباس قوات الشرطة البحرنية، كانت هناك نوايا واضحه بأعتقال عدد من اﻷبرياء وتلفيق التهمة لهم. عباس وعدد من أفراد عائلته كانوا اهدافا لتلك النوايا، وبعمل استخباراتي قذر داهمت قوات الشرطة منزﻻ يأوي عباس ومطلوبين آخرين بقرية اسكان جدحفص، تلك المداهمة أسفرت عن اعتقال عباس وعدد من أفراد عائلته، وبذلك بدأت رحلة مريرة في أروقة التعذيب، للتشفي منه وانتزاع اعترافات باﻹكراه.

 

اقتيد عباس  لمبنى التحقيقات في العدليه، وهناك تفنن الجلادون في تعذيبه والانتقام منه، وعلى مدى ثلاثة أيام ﻻقى صنوف شديدة التعذيب، فتعرض للصعق الكهربائي والركل الشديد على أعضائه التناسليه، وبفعل التعذيب تعرض عباس لكسور وشروخ في بعض عظامه ومفاصله، خصوصا في الساقين لدرجة انه ﻻ يستطيع الوقوف عليهما. وصلت حالة عباس لمرحلة خطرة، فتم نقله الى المستشفى العسكري لكنه لم يحظى بالرعاية الصحية المناسبة، وبدﻻ من أن يكون تحت المتابعة والعناية تم نقله للتحقيقات ﻹستكمال ما بدأه الجلادون هناك بالتعذيب.

 

اليوم يقبع عباس في زنزانته الضيقه بسجن جو المركزي، لقضاء الحكم الغيابي عليه فيما يسمى بخلية اﻹئتلاف، وفي الوقت ذاته يعاني اﻷمرين بسبب وضعه الصحي الذي يحتاج لتدخل طبي عاجل.

أسرته قلقة علية وتحمل الجهات اﻷمنية متمثلة بوزارة الداخلية كامل المسئولية حول سلامة ابنهم، مطالبين منظمات حقوق اﻹنسان وكل من يملك أداة الضغط من أجل توفير العلاج له.

 

اليوم تكالبت تلك المؤسسات على ظلم هذا الشاب، فالمؤسسات اﻷمنية عذبته ولفقت له التهم، والقضاء لوح بحبل المشنقة قبل أن يبدأ التحقيق، والتعليم أقصت عباس من الميدان التربوي الذي يجب أن يكون فيه، واكتمل العقد بالمؤسسات الصحية التي تراقب حالته بصمت القبور وكأن اﻷمر ﻻ يعنيها.


  Printable Version  شارك أصدقاءك في فيسبوك شارك أصدقاءك في ماي سبيس