يحتفل المجتمع الدولي باليوم العالمي لمساندة ضحايا
التعذيب ليسلط الضوء على مدى المعاناة التي تتعرض لها فئات من البشر، وما تمثله
جريمة التعذيب من مجافاة لروح العدالة والحس الإنساني السليم . فبالرغم من المستوى
الحضاري التي وصلت إليه البشرية إلا أن ممارسات التعذيب لا زالت منتشرة وتمارس من
قبل بعض الدول كأسلوب قمعي يرمي إلى مصادرة الحريات ومعاقبة من يرفع صوته من أجل
المزيد من العدالة والمساواة والحقوق، أو ترتكب من أجل إنتزاع الإعترافات بهدف
إدانة الضحايا والتي قد تؤدي في بعض الحالات إلى إزهاق أرواح الذين يقع عليهم فعل
التعذيب.
وتقدم الدول التي تنتهج التعذيب على إرتكاب هذه الجريمة
متناسية إلتزاماتها الدولية والإنسانية باعتبار أن "أي عمل من أعمال التعذيب
أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللإنسانية أو المهينة هو إمتهان
للكرامة الإنسانية، ويدان بوصفه إنكار لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة وإنتهاكا لحقوق
الإنسان والحريات الأساسية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
إن الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان وهي تشارك المجتمع
الدولي الإحتفال بهذه المناسبة، فإنها تشاطر الجميع تطلعاتهم في القضاء على جرائم
التعذيب ومحاسبة مرتكبيها، وخلق مجتمع إنساني خال من الخوف والتمييز .. مجتمع
إنساني ينعم بالحريات والعدالة، ويخلو من ضروب وأشكال القهر والمهانة .
كما تدعو الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان الجميع
للتضامن مع ضحايا التعذيب ومعاقبة مرتكبي جرائم التعذيب، وإستنكار تلك الأفعال
المشينة مهما كانت المبررات والدوافع، والوقوف صفاً واحداً للحيلولة دون ممارستها
بإعتبارها إهدار الكرامة الإنسانية، وأن القضاء على جرائم التعذيب هي مسئولية
جماعية وإن الجميع مطالب بالتصدي لها وقوفاً مع الضحايا إنصافهم.
الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان
26 يونيو 2014 م
|