عقيل ميرزا -
الكلمة الطيبة لا تخطئ الهدف أبداً، وهي بذرة لا تُنبتُ الشوك أبداً، وإنما تحصد الخير، وتجني الحب، حتى وإن أعمل البعض جهداً جهيداً لكي يصورها ضعفاً، وانهزاماً، وتراجعاً، فهي على النقيض من ذلك لأنها شجاعةٌ، وانتصارٌ، وتقدم.
جليٌ جلاء الشمس أن الجالسين على التلة للتفرج على أعمدة الدخان، والتصفيق لمزيد من الاحتقان، هم نَفَرٌ من المتجشئين على موائد الأزمات، الذين لا ترتسم البسمة على وجوههم إلا إذا اختفت عن شفة الوطن، وكأن هؤلاء النَفَر هناهم ومناهم أن تتأزم البلاد والعباد، ولا يقر لهم قرار إلا بعدم الاستقرار!
العنف مرفوضٌ مرفوضٌ مرفوضٌ بالثلاث ويجب أن يتوقف من دون تبريرات أو شروط، هذا موقف نؤكد عليه. الضعف يضمحلُّ في بيئة الكلمة الطيبة، التي قد يصورها البعض بأنها ضعفٌ وعجزٌ، ولكن قوتها الفاعلة في إطفاء أكبر الحرائق في مخازن السياسة في العالم شاهد للجميع.
الحاجة طارئة إلى خطابٍ يقفز على ضوضاء المتلهفين للعودة إلى الوراء، الذين ينفخون النار في جو مفخخ بخطابٍ يشوش على خطاب العقل، ويعرقل مساعي الخير.
يبدو أن البعض أعجبهم دورهم الذي يصبحون ويمسون عليه، فصارت أقلامهم تُفصِّل التهم بالمقاس الذي يريدون، وصار من يتفوه بحرف واحد على غير منطقهم، تنهال عليه الأقلام سبّاً، وشتماً، وتهماً ما أنزل الله بها من سلطان، فهل هذه هي المسئولية التي تخاف على الوطن؟!
ينبغي صم الآذان ولو للحظات عن هؤلاء المتمصلحين وفتحها لغيرهم ممن يصدحون بصوت العقل، ويلهجون بالكلمة الطيبة، وهؤلاء لا يمكن المزايدة عليهم فقد رفضوا العنف جهاراً نهاراً، من قبل ومن بعد، وزيّنوا سبل الحوار مراراً وتكراراً، وجميلٌ ما قاله السيد عبدالله الغريفي في كلمة له أمس الأول: «ما نتمناه - وبالضراعة إلى الله سبحانه - أن تنطلق الخطابات الراشدة الساعية من أجل بناء أواصر المحبة والرحمة والإحساس بآلام المحرومين، والرافضة لكلّ أشكال الشحن المتبادل، وتأزيم المشاعر والعواطف وتأجيج العداوات والخلافات والصراعات، وإسقاط كلّ الخيارات الرشيدة، والرهانات العاقلة».
|