يحتفل
العالم بأسره في العاشر من شهر أكتوبر
كل
عام باليوم العالمي لمناهضة عقوبة الاعدام. هذا اليوم الذي تتخذ فيه الدعوات إلى
التركيز على بشاعة هذه العقوبة وعلى الحق في الحياة باعتباره أحد أهم وأقدس حقوق
الإنسان . هذا الحق الذي أصبح شعورا ثابتا في الضمير الإنساني في ظل النقلة
الحضارية التي يشهدها المجتمع البشري من أدناه إلى أقصاه .
يركز إحتفال
هذا العام على حماية المحكومين بالإعدام الذين يعانون من أمراض عقلية ، إلى جانب
حشد الجهود ضد عقوبة الإعدام باعتبارها من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية
واللاإنسانية والمهينة ، حيث يهتز الضمير الإنساني للظروف المروعة التي يواجهها
المحكوم عليه بالإعدام ، والمعاناة النفسية الشديدة التي يعيشها
في إنتظار لحظة تنفيذ العقوبة . ويزيد من بشاعة هذه العقوبة الظروف التي تحيط
بالمحكوم بعقوبة الإعدام في بعض الدول ، حيث يتم احتجاز المحكوم في ظروف مروعة مثل : عدم مناسبة
الزنازين للإنسان وتدني نوعية الطعام وعدم كفايته ، وصعوبة الحصول على الرعاية
الطبية المناسبة.
إن إيقاع عقوبة
الإعدام جراء إي حكم قضائي يمثل في ظل إهتمام المجتمع الإنساني ؛ اعتداءا جسديا وعقليا. الأمر
لا يقتصر على وضع السجناء في ظروف مادية قاسية وغير عادية ، ولكن عقولهم أيضا
تتأثر كثيرا من جراء وضعهم ، لأن العديد من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام يعانون
من الأمراض العقلية والإعاقة العقلية نتيجة لهول حكم الإعدام.
كما إن عقوبة الإعدام ، بغض النظر عن طريقة تنفيذها وحيثيات الجريمة المرتكبة من
قبل المحكوم تعتبر أمرا قاسيا وغير إنساني
، ويقوم أحتمال بخطأ الحكم بها ، وقد حدث
بالفعل في كثير من الحالات حول العالم.
إن الجمعية
البحرينية لحقوق الإنسان وهي تحيي هذه المناسبة يحدوها الأمل في أن تتضافر الجهود
الإنسانية لجعل عقوبة الإعدام من أحكام الماضي ، كما أن الجمعية تناشد كل الدول
بالعمل على إلغاء هذه العقوبة من خلال : 1- الانضمام والتصديق على البروتوكول الثاني الملحق
بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية والمتعلق بإلغاء عقوبة الإعدام.
2-
مواصلة التجميد العملي لتنفيذ عقوبة الاعدام التي تمارسه بعض البلدان .
3-
مواصلة نهج الحد من عقوبة الاعدام وصولا إلى الغاءها من القوانين.
4-
مواصلة نهج الاصلاح الجنائي بما فيها إقرار بدائل لهذه العقوبة.
الجمعية
البحرينية لحقوق الإنسان
10
أكتوبر 2014 م
|