منصور الجمري -
تستعر حملات دعائية من كل جانب مع ازدياد سخونة الحدث السياسي، وشاهدنا تطوراً في هذا المجال مع مناقشة الملف الحقوقي للبحرين في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، ويتمثل هذا التطور في «خداع الذات»، على أساس أن هذا قد يؤدي إلى نتيجة ما مرجوّة.
التصرف العقلاني هو الذي يسمو على العاطفة ولا ينجرف نحو تهويلات تخدع من يقوم بها دون غيره، ويبقى الواقع من دون تغيير، بل إن كل ما نراه لا يعدو تنمية للأوهام، وتصرفات متناقضة يعيها كل من له فطرة سليمة ويدرك من خلالها القواعد البسيطة لمجريات الأمور. فعالمنا اليوم منفتح جدّاً، ولا يمكن أن نأتي بلجنة دولية ونعترف بنتائجها، وهذه اللجنة تدين استهداف الناس وتخوين المواطنين المعارضين، ومن ثم نواصل العمل ذاته وكأنما هذه اللجنة ومن يتابعها لا يوجدون على كوكب الأرض.
والحال نشهده أيضاً عندما يصدر تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة ومن المفوضة السامية لحقوق الإنسان (الأسبوع الماضي) ويشير إلى أن المواطنين البحرينيين يتم استهدافهم فقط لأنهم يتواصلون مع آليات الأمم المتحدة، وتقوم الحكومة بإنكار ذلك في المحفل الدولي وعلى لسان أرفع المسئولين، وبعد أيام نشهد عودة الممارسات ذاتها التي تحدّث عنها مسئولو الأمم المتحدة. إن هناك نوعاً من الخداع الذاتي الذي لا يمكن أن يساعدنا بحرينيّاً للخروج من المسارات الضيقة التي نمر فيها.
كما أن ما يحدث من انتهاكات يمسُّ القوانين البحرينية وجوهر الحقوق المنصوص عليها دستوريّاً، ويمسُّ التشريعات الدولية والتعهدات التي ينطق بها أعلى المسئولين كل يوم تقريباً في المحافل الدولية، وهذا يُعرِّض التطلعات الإصلاحية إلى التشوهات والأوهام، بل إن المراقبين بدأوا يملّون من هذا الأسلوب، وهو بحد ذاته يؤدي إلى إضعاف المصداقية في طريقة التعامل مع الأمور.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3670 - الإثنين 24 سبتمبر 2012م الموافق 08 ذي القعدة 1433هـ
|